لأن القرآن شجع العقل في كثير من الآيات أن يفكر ويتدبر وأثنى الله تعالى على العلماء حيث قال: ?امن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه. قل هل يستوي الّذين يعلمون والذين لا يعلمون إنّما يتذكر أولوا الألباب?(1). وقال: ?ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك. إنّما يخشى الله من عباده العلماء إنّ الله عزيز غفور?(2). فالقرآن في الحقيقة بين للمسلمين خاصة وللناس عامة الطريق الصحيح في التعامل مع القرآن ومع الحياة الدنيا. لم تأت في القرآن آية تدل على إيقاف البحوث العلمية خارج القرآن، بل شجع الناس أن يستعملوا عقولهم والنتيجة التي يصل إليها عقل البشر ليست مهمة من ناحية الإيمان لأن الله تعالى قال في كتابه: ?وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. إنا اعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا?(3). وقال: ?ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً أفانت تكره الناس حتّى يكونوا مؤمنين?(4). وقال الله تعالى: ?إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى والركب أسفل منكم ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد ولكن ليقضي الله أمراً كان مفعولاً ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم?(5). فإن هذه الآيات تدل على أن القرآن طلب من نبيه الكريم وممن آمن به وسار في