اختصاصه ويتابعه الآخرون، ثم نركب هذه التفسيرات وتجمع في كتاب وتقدم للقراء ويستمر تطوير هذا العمل إلى ما شاء الله تعالى. ثم ليس المطلوب أن يعرف عامة الناس ما في القرآن في العلوم. لأن كلّ إنسان يعيش في الدنيا يهتم بموضوع معين، ولا يمكن لـه أن يلم بكل الموضوعات وكما تعلمون أن عصرنا عصر الاختصاص لذلك لا فائدة من تقديم تفسير شامل يجمع الصغير والكبير في صفحاته. وقديما فكر بعض العلماء في هذا الموضوع فألفوا تفاسير موضوعية مثل الطبري وابن كثير في الرواية والزراعة وفي العلوم العقلية، والطنطاوي في العلوم الكونية ونسأل: من يقرأ هذه التفاسير؟ أذن المطلوب هو أولاً: الاستفادة من القرآن في موضوع الهداية، وثانياً في موضوع الشريعة، وثالثاً: في موضوع الوعظ والإرشاد، ورابعاً: في موضوع السياسة والاقتصاد والإدارة، وخامساً: في موضوع العلوم الكونية. وهذه الاستفادة تتحقق عن طريق بحوث مستقلة عما في القرآن من هذه الموضوعات فالذي يبحث في موضوع معين ينشر بحثه في كتاب تحت اسم تفسير آيات من القرآن ومن يهتم بهذا الموضوع يشتري هذا الكتاب ويقرأه ويستفيد. يجب علينا أن لا ننسى أن القرآن كتاب هداية وإعجاز لأننا إذا ابتعدنا عن الهدف المطلوب وقعنا في الخطأ. وهنا تجب الإشارة إلى أعمال أسلافنا حيث إنهم استفادوا من القرآن كأساس اصلي، ولكنهم رتبوا العلوم ودرسوها بمفردها وسموا كلّ علم بموضوعه؛ مثل الفقه والحديث والكلام والفلسفة والتاريخ والحقوق وعلم النفس وما إلى ذلك وكان كلّ عالم يستدل في كتبه بشيئين: الأول: الكتاب والسنة. الثاني: العقل أي العلوم العقلية التي أنتجها العقل البشري.