ووسائل التوصيل وإعادة بناء العقل على منهج فكري واضح نستطيع به تغيير التعامل مع القرآن.» هذا الرأي صحيح شيئاً ما ويناسب زماننا، لأن المسلمين في القديم أصابوا الهدف وساروا في طريق صحيح وصلوا عليه إلى نتائج مهمة في مرافق الحياة. إلاّ أنّه انقلبت الأمة منذ مائة وخمسين عاماً تقريباً، فإذا كان الأمر كذلك فعلينا أن نبحث ظاهرة هذين القرنين ونعرف كيف دخل الخلل في المناهج وفي التعامل مع القرآن الكريم ونعرف ما هو الخلل وكيف نتخلص منه. 7 ـ التفسير الجماعي أو التفسير الفردي: من المعلوم أن التفاسير التي وصلت إلينا منذ أربعة عشر قرنا كلها فردية لا جماعية، وبعض الناس ـ الآن ـ يطالب بتأليف تفسير جماعي أي بتشكيل لجنة تقوم بتفسير القرآن، وهذه اللجنة بالطبع تتشكل من مختلف المتخصصين في علوم شتى لأن القرآن طرق كلّ أبواب العلوم الكونية والاجتماعية فيجب أذن أن يفسر القرآن بواسطة المتخصصين في العلوم المختلفة. وهذا رأي يظهر في الوهلة الأولى أنّه أحسن طريق في تفسير القرآن. إلاّ إنني أخالف هذا الرأي في العموم بدعوى أن العمل فردي لا جماعي، لأن الرأي أن ما عمل ابن آدم علماً جماعياً بل عمل علماً فردياً ثم ركب هذه العلوم الفردية، ونتج من هذا التركيب هذه العلوم والتكنولوجيا. نعم أن ماكنة السيارة جاءت بفكرة واحدة من العلماء، ثم عكفت على هذه الفكرة جماعات من العلماء كلّ بمفرده يطور شيئاً أو جزءاً من هذه الماكنة وما زال تطويرها وتكميلها مستمرين. فما بالنا لا نمشي في هذا الطريق ونسمح لكل فرد أن يجتهد في التفسير حسب