التفسير بالمأثور. الثالث: أن الألفاظ والكلمات هي الغلاف للمعنى وان مراد الله لا يعرف إلاّ بطريق الألفاظ والكلمات ولا توجد واسطة غير الألفاظ والكلمات إلى وصول فهم مراد الله تعالى؛ لذلك أن مدرسة التفسير البياني هي المنهج الوحيد الذي يعتمد عليه في فهم القرآن العظيم في كلّ المسائل ويعاضده التفسير بالرواية وتفسير الآية بالآية. ز ـ مدرسة الطوائف المذهبية الاعتقادية: مثل تفاسير المعتزلة والشيعة القديمة وتفاسير الباطنية، وفي مثل هذه التفاسير توجد آراء مخالفة لروح الشريعة ولا يعتمد عليها في فهم مراد الله تعالى. ح ـ مدرسة الآراء المختلفة العندية: ولا يعتمد على هذه التفاسير في المسائل الشرعية بل يستفاد منها بالتوقي والحذر. ويقول الغزالي في تصويب مناهج الفكر ومسائل التلقي: «إذا تأملنا ملامح الظاهرة الثقافية التي عليها المسلمون اليوم، سواء كانوا متعلمين أو كانوا من عوام الأمة نجد أن هناك خللا في تلقي القرآن الكريم وخللاً في التعامل مع القرآن... وهذا الخلل يعود إلى طريقة التدريس في مناهج التربية، في مناهج التعليم، إلى مؤسسات تحفيظ القرآن نفسها. يشارك في هذا الخلل مؤسسات كثيرة عاملة في بناء الشخصية، فهذا الخلل أو تلك الأسباب التي انتهت بنا إلى ما نحن عليه إذا حاولنا الأخذ بسنة السببية التي نحن بصددها وهي دليل الوحي عندنا والتي كان إهمالها من أهم أسباب التخلف في مجال الدنيا وأعمارها والتواكل في مجال الدين والسلوك، لو أعملنا هذه السنة نستطيع أن نحدد موطن الخلل ـ في نظامنا التعليمي وفي التعامل مع القرآن منبع ثقافتنا الأصلي ـ الذي احدث هذه الظاهرة... فتغيير التعامل مع القرآن يجب أن يبدأ في إصلاح الخلل في مناهج التلقي