فسر القرآن برأيه فقد كفر»، فالمراد من الرأي «رأي المفسر الخاص الذي لا يعتمد عليه في تفسير القرآن والسنة». و ـ منهج التفسير بالدراية أو مدرسة التفسير البياني: ويذكر فيه ابن عباس، ومقاتل بن سليمان، والزمخشري، والبيضاوي، وأبو السعود. في الحقيقة أن التفسير بالدراية هو الأصل الثابت في فهم وتفسير القرآن، لأمور آتية: الأول: أن الصحابة مثل سيدنا عمر وعلي وابن عباس وابن مسعود كانوا يعتمدون في فهم وتفسير القرآن على اللغة أكثر من الأشياء الأخرى، وكان سيدنا عمر يدعو من القبائل من يعرف لغة العرب جيداً ويقرأ عليهم الآية ويسألهم معناها في حين عدم وجود المدونات اللغوية، وكان هذا المنهج أو الطريق الأمثل في تفسير القرآن. وكان سيدنا علي u من الّذين يعرفون لغة العرب، وكان سيدنا عمر يسأله ويستفيد منه في فهم معنى القرآن. وكان ابن عباس يستشهد في تفسير القرآن بشعر العرب وامثالهم في تفسير المفردات، ففي أيام الصحابة بسبب عدم وجود المذاهب وبخاصة عدم وجود تأثير الثقافات الموجودة حول جزيرة العرب كانوا هم يراجعون في تفسير القرآن إلى اللغة لأنه بلسان عربي مبين. الثاني: أن الأدب العربي في الجاهلية كان أدباً واقعيا بعيداً عن الخيال والأساطير فكما تعلمون أن الملاحم والأساطير دخلت الأدب العربي في أيام الأمويين والعباسيين، فالقرآن جمع ما في الأدب وزاد عليه ووصفه الله تعالى انه بلسان عربي مبني وتحدى العرب ببيانه وبلاغته، فمراعاةً لهذه الخصائص ينبغي أن يكون المنهج الصحيح في تفسير القرآن هو منهج مدرسة التفسير البياني، وفعلا طبع هذا المنهج من أول الأمر إلى زماننا مع