الدستوري والفقه الإداري والفقه الدولي فهذا موت.» أعلق على رأى الغزالي وأقول: على ما افهم انه يريد أن يقول: أن كلّ نظام يعيش كالكائن الحي ويحتاج إلى غذاء وبيئة مناسبة لـه، فالغذاء للنظم هو التجديد والتطوير والتكميل باجتهاد العقل، ولكن بعض الناس لا يفهم معنى التجديد وفي الحقيقة انه الاجتهاد فمعنى الاجتهاد الاتيان بتفسير جديد للقرآن والسنة حسب الحوادث الجديدة، ومعنى التطوير هو التفكر العميق في التفسير الجديد، لأن هذا التفسير الجديد أو الاجتهاد الجديد قد يكون صواباً أو خطأ، وبطريق التطوير يعرف الخطأ من الصواب ويكمل به مطورين ما يحتاج إليه، وذلك لأن نظام الله العام في الكون مبين على التجدد والتطور والتكامل كما جاء في القرآن ?يسأله من في السماوات والأرض كلّ يوم هو في شأن?(1). ?كلّ من عليها فإن ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام?(2). والذي لا يتغير ولا يتجدد ولا يتكامل هو الله تعالى أما مخلوقات الله فهم يتجددون ويتغيرون ويتكاملون، ثم يموت كلّ واحد منهم حين يأتي أجله. وهذا التجدد والتغير فعلا وقع في الأديان والرسل لأن الله سبحانه وتعالى جدد الأنبياء والرسل فبتجديدهم تغيرت معاملات الأديان التي تتعلق بأمور الناس اليومية الدنيوية ولم يتغير مبدأ التوحيد الذي يتعلق بذات الله. فلأن التجدد والتغير طبيعي في الأشياء فخذ مثلاً جسم الإنسان أنّه يتجدد في الدقيقة الواحدة نحو سبعين مرة بضربات القلب، فكل مرة تتجدد خلايا الجسم وتتغير بحركات الدم فإن وقف هذا التجدد والتغير مات الإنسان فالشيخ الغزالي حينما قال في حق نظام الإسلام الفقهي «فهذا الموت» ربما أراد هذه التجددات والتغيرات التي تنتهي بالموت كما لكل شيء غذاء