الكون. وكأنه غير مكلف بالبحث في الكون. المشكلة هنا هي أن المسلمين يرغبون في أن يستنبطوا كلّ ما يحتاجون إليه في الحياة اليومية من القرآن والسنة، وهذا السلوك مخالف لحديث معاذ ثم مخالف لما فعله سيدنا عمر في إقامة أسس جديدة للمسلمين لأن القرآن أو الإسلام أتى بمسائل رئيسة واعطى حق التنظيم والترتيب والتطبيع للمسلمين. لذلك يجب تحديد الفكر الأساس والهدف الأصلي من القرآن والسنة، وتحديد ماذا يطلب منا القرآن والسنة ؟ وما هدف الدين؟ القول في مناهج التفسير. كان الواجب علينا أن نجعل القرآن معياراً ومقياساً لما ننتجه بعقلنا لأن العقل محدود لذلك يحتاج إلى اطارات وحدود يقف عندها، ولكنا عكسنا هذا المنهج وجعلنا العقل معياراً أو مقياساً لما جاء في القرآن من الأحكام والحدود وما إلى ذلك من المسائل الدينية والدنيوية. وإذا نظرنا مناهج المفسرين قديماً وحديثاً رأينا طرقاً ومسالك لهم، ونحن هنا نريد أن نشير إلى هذه المناهج والطرق بما يأتي: أ ـ منهج علماء الأصول: وهم انحرفوا إلى تحديد وبيان الحكم التشريعي واعتبروا الخطاب القرآني ذا بعد واحد، وحصروا مفهوم الفقه في الحكم التشريعي. يقول محمّد الغزالي في كتابه «كيف نتعامل مع القرآن»: «فللامام أبي حنيفة مثلاً تلميذان مشهوران: أبو يوسف ومحمد؛ أبو يوسف ألف في الخراج أي في الضريبة، ومحمد ألف في العلاقات الدولية في كتابه «السير الكبير» هذا هو الفقه قديماً وكان كلّ منهما رائداً في مجاله أما أن يكون الفقه اليوم مقطوع الصلة بالفقه