ما يحتاج إليه في الحياة الدنيا فقط ولهذا السبب بعث الله تعالى الأنبياء والرسل ليساعدوا عقل الإنسان في وجدانه الطريق الصحيح للدنيا والآخرة معاً. في العالم كله طريقان: الأول: طريق الأنبياء والرسل الّذين هم مكلفون بإرشاد الناس أولاً في الحياة الدنيا وثانياً في الحياة الآخرة. الثاني: طريق الحكام والملوك الّذين هم قادة الناس في الحياة الدنيا بالعقل فلذلك حين جاء نبي أو رسول من الله تعالى عارض كثير منهم صاحب الرسالة الإلهية لأنهم لم يفهموا بعقلهم الحقيقة التي جاء بها الأنبياء والرسل. والحقيقة انه لم يأت الأنبياء لبناء القصور والمصانع، وهذه وظيفة العقل، إلاّ أن المسلم الآن يظن أن كلّ ما يحتاج إليه الإنسان في الحياة اليومية لابد من أن يوجد في القرآن أو السنة، وهذه الفكرة خاطئة مخالفة لهدف القرآن سببت خللاً في عقول المسلمين في العصور الأخيرة ولم يستعملوا عقولهم لأعمار الدنيا وانتظروا من علماء المسلمين أن يجدوا كلّ شيء يتعلق بأمور الدنيا في الكتاب أو السنة، وهيهات أن يجدوا وقد اكتفوا بما اكتشف الناس بعقولهم من العلوم والتكنولوجيا وادعى بعض العلماء مع الأسف بعد اكتشاف غيرهم أن هذا الاكتشاف موجود في القرآن في آية كذا وكان هذا السلوك غريبا جداً بيننا. ولو سأل أحد من الذي اكتشف هذا ؟ هل المسلم الذي يؤمن بالقرآن أو آخرون؟ ماذا نجيب! وتدل هذه الفكرة على أن المسلم بعيد عن الله في الدنيا ويعمل لغير المسلمين، ويفتخر بما فعله غيره ويفتخر أيضاً أنّه فسر القرآن بهذه الطريقة ويقول للآخرين: انتظروا أيها المسلمون سترون معجزات القرن تظهر على أيدي الكفرة الّذين يبحثون في