وهذه الحريات هي: الأولى: حرية التفكر، وحرية إفادة ما وصل إليه عقل الفرد من الفكر والعلم، وحرية تبليغها. الثانية: حرية الإيمان، حرية الدين والوجدان، وحرية تطبيق أحكام الدين للكل ويدخل فيها عدم الإيمان، لأنه إذا كان فرد أو أفراد لا يريدون أن يؤمنوا بشيء فلهم أن يعملوا ماشاؤا بشرط احترام حرية الآخرين كما ورد في القرآن ?فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر?. الثالثة: حرية التعليم والتربية، وحرية السياحة. فبعد إعطاء هذه الحريات كاملة في الأقطار الإسلاميّة نأمل أن تكون هناك حركة جديدة مباركة تحرك المسلمين وتوقظهم من غفلتهم ويعملون في كلّ مجالات الحياة، ويفهمون معنى القرآن ومعنى الدين ومعنى الدنيا ومعنى مجيء الدين ـ وأنتم تعلمون ـ أن هذه الحريات كانت موجودة في أيام الأمويين والعباسيين، دون قصص ألف ليلة وليلة في أيام العباسيين، وكان هناك مذاهب شتى وآراء مختلفة فمن ذلك كان المسلمون في الجهة الإسلاميّة في مستوى عالٍ في كلّ الأمور. نعم الحرية قد تأتي ببعض المساوئ، إلاّ أنها أيضاً تأتي بمحاسن كثيرة، وبهذه الطريقة يتميز الطيب عن الخبيث لأن الله تعالى خالق الخير والشر فلابد في وجودهما من هذه الحياة الدنيا. 6 ـ مناهج التفسير عند المسلمين: القرآن كتاب هداية وإعجاز. تدبر هذه الجملة، هل المعنى كتاب هداية فقط لا غير، أو كتاب هداية أصلاً وهناك أهداف أخرى؟ وأنا اختار الأول وسبب اختياري هذا أن العقل لا يمكنه أن يصل إلى الطريق المستقيم وحده وإنّما في إمكان العقل أن يعمل