قال الله تعالى: ?إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنت عليهم بوكيل?(1). وقال الله : ?والذين اتخذوا من دونه أولياء الله حفيظ عليهم وما أنت عليهم بوكيل?(2). إنّ هذه الآيات وما أشبهها تدل على أن وظيفة الرسول كانت عبارة عن التبليغ، وان وظيفتنا الآن هي التبليغ، وإذا كان هناك أولو الأمر فلهم ان يطبقوا الحدود، لأن الله سبحانه وتعالى أعطى الإنسان الفضل ثم بعث الأنبياء والرسل وبلغ بواسطتهم الحق فبعد ذلك أن الأمر موكول للناس فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر وحسابهم على الله. والذي يهمنا هنا هو الفهم للدين، ونحن نريد ان يكون هناك فهم للدين مركزه أو محوره الإنسان، لأننا نفهم من تعاليم القرآن أنه يعطي اهتماماً بالغا للناس ويجعلهم أحراراً في الإيمان والكفر ؛ لذلك نحتاج إلى ان نقرر منهجاً سليماً في تفسير القرآن مركزه الإنسان فكان هذا هو في نظري فهم سيدنا عمر وابن عباس وأبي حنيفة _ رضي الله عنهم _ فبعد ذلك يفسر القرآن على هذا المنهج، ونستدل على صحة هذا المنهج ان الصحابة كان لهم حق إبداء آراءهم في المسائل مع وجود الرسول بينهم ونزول الوحي عليهم. 5 ـ أهمية مسألة الحرية في تفسير القرآن : لا يتحقق العلم الا بالحرية ولا تخف من مظنة وقوع الأخطاء؛ لأنه لابد من الأخطاء، لأن الخطأ طريق من طرق التعليم حتى أحياناً نعرف الحقائق بطريق الأخطاء ويظهر واحد يخطئ في شيء ثم يأتي أصحاب العقول يردون عليه ويصححون أخطاءه فبذلك يبين الصواب نترك عباد الله أحراراً يعملون ما يعملون ثم ننظر ماذا يعملون؟