والأصول التي استند إليها الإسلام ثلاثة: الأول: عقيدة التوحيد. الثاني: النبوة، أي نبوة محمّد ـ صلى الله عليه وآله ـ مع نبوة إخوانه من الأنبياء الثالث: المعاد؛ يعني الحياة الآخرة أي البعث بعد الموت والحساب عما فعل في الدنيا. لماذا جاء الدين بهذه الأسس؟ كما ورد في تعريف القرآن بأنه كتاب هداية وإعجاز أن الهدف الأصلي من الدين هو الهداية أي هداية الناس إلى الطريق المستقيم الذي بينه الله تعالى في الكتاب والذي وضحه لنا الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ في سنته. والدين جاء لهداية الناس، ولا يتصور أن يكون عائقاً أمام الناس في تطور الحياة الدنيوية بل يكون هادياً ومبشراً ونذيراً. فلنا التبليغ فقط لأن الهداية والضلالة من الله تعالى، على مذهب أهل السنة، لذلك أن المهم أصلاً في الدين هو التبليغ، لا إجبار الناس على الإيمان ولا الهداية ولا الضلالة. فإن الله تعالى يقول: ?يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إنّ الله لا يهدي القوم الكافرين?(1). قال الله: ?فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد?(2). قال الله: ?ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذرية وما كان لرسول أن يأتي بآية إلاّ بإذن الله لكل أجل كتاب. يمحو الله ما يشاء وثبت وعنده أم