يأتون بأحكام وعبادات تختلف بالنسبة لما جاء به نبي أو رسول قبلهم. ثانياً: تغيرت البيئة التي يعيش فيها الناس، وهذا التغير تابع لقانون التطور والتكامل، فالله تعالى جعل الأرض مسكناً لعباده من الإنس والجن، فأقاليم الأرض تختلف باختلاف الأراضي فنرى هناك صحاري وجبالاً وسهولا منها بارد وحار ومعتدل، فاحتياج أهل إقليم ما غير احتياج أهل إقليم آخر في المعيشة والمسكن والملبس وغير ذلك. ثالثاً: تغير الأشياء والآلات التي يستعملها الإنسان يؤدي إلى تغير مصالح الناس ومن المعلوم أن الشريعة جاءت لتسهيل أمور الناس وتنظيم مصالحهم. رابعاً: تغير الإقليم والمناخ كما علم من علم الجغرافيا التاريخية. خامساً: تغير العلم والمدينة والحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وما إلى ذلك من الحركات العلمية والعقلية والتكنولوجية وغير ذلك. سادساً: تغيرت وسائل النقل كما بين الله تعالى في كتابه العزيز ?والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون?(1). كما تعلمون بعد الخيل والبغال والحمير خلق الله تعالى القطار والسيارات والطائرات وسنرى وسائل نقل جديدة في المستقبل على يد الإنسان الذي ركب الله فيه العقل. سابعاً: تغير الفكر الإنساني بعد هذه التغيرات المذكورة. فمراعاة لهذه التغيرات الواقعة في الجماعات الإنسانية والبيئات البشرية تتغير الأوامر والنواهي، لا في الأصل وإنّما في الأمور الفرعية حسب احتياج المجتمع فبناء على ذلك أمر الله سبحانه وتعالى أنبياءه ورسله أن يراعوا حاجة الناس في زمانهم، ونرى أمثلة ذلك واضحة مبينة في آيات الذكر الحكيم التي قص الله تعالى فيها قصص أنبيائه ورسله، ونعرف أيضاً من علم