هنا نريد أن نشير إلى بعض النقاط: أن الله تعالى خلق الكون وخلق فيه الإنسان الذي أعطاه العقل وهو أسمى الأشياء وأرقاها وأكرمها في الكون قال الخالق العظيم: ?لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم?(1). واختار من بينهم أنبياء ورسلاً وأرسلهم إلى الناس مبشرين ومنذرين ليرشدوهم إلى الحق والى الطريق المستقيم، وليكفوهم عن الباطل والمعاصي التي تضرهم في دنياهم وآخرتهم. كان أول ما بلغ الأنبياء والرسل إلى البشر الإيمان بالله الخالق الواحد الأحد الصمد، وعلموهم كلمة «لا اله إلاّ الله » وهذه هي أس الأساس وجوهر كلّ شيء، لذلك لم يتغير هذا الأساس أبداً في الأديان السماوية أصلا. فكل نبي أو رسول بلغ قبل كلّ شيء هذا الأساس الذي هو التوحيد، يعني (عقيدة التوحيد). وكذلك كلّ من بعث نبياً أو رسولاً بلغ الناس بعد الإيمان. وتوحيده تعالى الابتعاد عن الشرك بالله تعالى والتوقي منه فكان النهي عن الشرك وعن عبادة ما سوى الله نتيجة حتمية لعقيدة التوحيد. وهذه العقيدة التي هي عبارة عن الإيمان بالله وحده لا شريك لـه لم تتغير في الأديان السابقة، وكذلك فكرة العبادة للخالق الواحد لم تتغير أصلاً وإنّما الذي يتغير ويتبدل هو الأوامر والنواهي. أما الأوامر التي أمرها الله تعالى لعباده بواسطة رسله وأنبيائه في العبادات والمعاملات فقد تغيرت حسب مصالح الناس في ازمانهم، وكذلك النواهي التي نهاها الله من المحرمات والمفاسد والمعاصي تغيرت أيضاً ـ كما هو معلوم في كتاب الله العزيز ـ لماذا تغيرت الأوامر والنواهي بتغير الأزمان؟ الإجابة عن هذا السؤال يمكن أن تكون كالآتي: أولاً: تغير الزمن الذي عاش فيه نبي أو رسول بالنسبة لما قبله ولذلك نرى الرسل