2 ـ الفهم التعبدي والفهم الحكمي للدين: من المعلوم أن في تفسير القرآن أهمية الفهم التعبدي، والفهم الحكمي للدين. أن الأصل في الدين على رأيي هو الفهم التعبدي لأن الدين لا يكون عقلياً وإنّما يكون معقولاً، فمعنى هذا أن الدين الإسلامي وحي من الله تعالى فله أوامر ونواه، فإن هذه الأمور توافق عقولنا ومنطقنا أولا توافق، وليس مهماً، فإن من آمن بالإسلام يجب عليه أن يطبق ما آمن به في غير ملاحظة من العقل، فخذ مثلاً الصلاة وهي واجبة على كلّ مسلم ومسلمة خمس مرات في اليوم مع الطهارة، وإذا نظرنا المسألة بالعقل والمنطق فإن العقل يتساءل: لماذا خمس مرات في اليوم ؟ ولماذا يجب الوضوء قبل الصلاة ؟ ففي النتيجة يصل العقل إلى الشك في لزوم الصلاة، في الوضوء ثم يتكاسل فيها فلك أن تقول مثل هذه في الصوم والحجاب ومنع شرب المسكرات، ثم أن الفهم التعبدي يأتي بسهولة شاملة في الدين،لأن الفهم التعبدي هو التمسك بأصل الشريعة وعدم التوغل في المسائل النظرية، لأن التوغل في المسائل النظرية إنّما يكون بسبب الصعوبة والضيق، وكان الواجب علينا أن نأخذ المسائل ونترك التوغل لمن يريد من الأفراد، لذلك قال الله تعالى في كتابه العزيز?...يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر...? (1). ?يريد الله أن يخفف عنكم و خلق الإنسان ضعيفاً?(2). ?يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الّذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم?(3). ?إنّ تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلاً كريماً?(4).