الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ أي أحاديث الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ الصحيحة. ومعرفة صحة الأحاديث من جهة المعنى لا تتحقق إلاّ بمنطق القرآن العظيم لأنه معجزة مستمرة وكان هذا سبب منع الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ كتابة الأحاديث مع القرآن. وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على أهمية الاعتماد في كلّ الأمور أولاً على كتاب الله تعالى ثم على السنة. ولقد ظهرت ثمرة الاعتماد على كتاب الله في التاريخ حيث أن المسلمين فتحوا بلاداً كثيرة في القرن الأول الهجري ودخلوا فيها بالإسلام وباللغة العربية. وكيف وصلوا إلى هذه الغاية مع أنهم كانوا محرومين من آراء المذاهب، من كتب التفسير، من كتب الحديث، من كتب الفقه، بل إنّ كثيراً منهم لا يحملون القرآن بسبب عدم توفر إمكانات النشر. مع هذا عملوا ما عملوا وكيف عملوا؟ ! وإذا قسنا هذا إلى زماننا فإننا نملك هذه الثروة العلمية العظيمة من آراء المذاهب من كتب التفسير وكتب الحديث وشروحه، مع هذا لا نستطيع أن نعمل شيئاً. وذلك أن المسلمين لم يكونوا قادة في المسائل الدينية فقط ـ كما تعلمون ـ بل هم كانوا قادة أيضاً في الأمور الدنيوية، مثل العلوم الطبيعية والسياسية والتكنولوجية والصناعة والتجارة وحكموا الدنيا المعروفة في ذلك الزمن، وكانوا نموذجاً في الامتثال للأقوام الأخرى خاصة في العلوم والصناعة. والآثار المنقولة إلينا شاهدة لهذا. وكان عملهم موافقاً لكتاب الله وسنة رسوله الكريم. فيجب علينا أن نعتبر من عمل هؤلاء والاعتبار في نظرنا: الرجوع إلى الأصل وهو الكتاب والسنة. أما آراء العلماء والمذاهب فنستفيد منها ولا نتمسك بها تماماً بل نتسمك بالأصل لأن الأصل، وحي والآراء اجتهاد بشري.