ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيماً?(1) لأن الشرك بالله إنكار شيئين: الأول: إنكار وجود خالق واحد للكون، والثاني: مع تسليم وجود خالق إضافة خالق آخر أو إضافة خالقين مع الله تعالى وهذا هو المخالفة للتوحيد. الثاني: كون القرآن معجزة. فالقرآن حقاً معجزة لأنه مع كونه معجزة في الأسلوب والإفادة والبلاغة أنّه معجزة كونية كبيرة لأن به ختمت النبوات وختمت به الكتب السماوية التي وصلت إلى الناس وحياً من الله بطريق الأنبياء. فعلينا أن نراعي هذين الجانبين في تفسير القرآن. وهما أصل الأساس ولب كلّ المسائل الدينية والدنيوية، فالهداية يجب أن تكون موافقة للتوحيد قطعاً والاّ لا تكون هداية، وهنا نريد أن نشير إلى آراء المذاهب في تفسير القرآن الكريم. ما معنى تفسير القرآن حسب آراء المذاهب ؟ معناه أنّه آراء أشخاص صارت بمرور الزمن مذاهب مختلفة، وكما تعلمون أن المذاهب كلها تكونت بعد عصر الخلفاء الراشدين، وكما تعلمون أن هناك مذاهب اعتقادية ومذاهب فقهية عملية. فالمذاهب العملية تأخرت عن المذاهب الاعتقادية في الوجود. فالمذاهب كلها اجتهادية بشرية سواء كانت مذاهب اعتقادية أو عملية. فمعنى اجتهادية بشرية يفيدنا أن كلّ المذاهب في الأصل ظنية لا قطعية لذلك يمكننا أن نغير مناهج المذاهب حسب الاحتياجات التي تظهر بتغيير الأزمان. فتفسير القرآن حسب آراء المذاهب لا يكون تفسيراً سليماً. من هنا نريد أن نأتي إلى أصول يجب أن نبني عليها مناهج تفسير القرآن. وهذه المناهج موجودة في القرآن، وهو تفسير القرآن بعضه بعضا أو بعبارة أخرى تفسير الآية بالآية. فلابد من التمسك والامتثال إلى هذا المنهج أولاً ثم إلى من نزل عليه الوحي وهو