7 ـ الاستباق إلى فعل الخير وإشاعته: لقد طفح القرآن الكريم والسنة الشريفة بالدعوة إلى فعل الخير والاستباق إليه وإشاعته، لكونه أعم الاسس الأخلاقية في تكوين الإنسان الصالح والأمة الصالحة، وبناء وحدتها وتطبيق مبدأ الأخوة بين أبنائها، وذلك لاجتماع حقيقة الدين فيه، لقول أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ فيه: «جماع الخير في الموالاة في الله، والمعاداة في الله، والبغض في الله، والمحبة في الله»(1). وقد صرح القرآن الكريم بالسبب الكامن وراء الاختلاف والتفرق وهو اتباع الأهواء، كما صرح بالعلاج لهذا الداء الوبيل وهو الحكم بما أنزل الله واستباق الخيرات، فإنه الأساس الأخلاقي الأمثل لتوحيد الأمة ورفع الاختلاف فيما بينها، ومن آيات ذلك قوله تعالى: ?وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواء هم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعاً فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون?(2). كما جعل الله سبحانه من أبرز أعمال أوليائه ـ رسلاً وأئمة ـ فعل الخيرات، وأنها أحد أركان العبادة لـه سبحانه وتعالى، حيث قال في محكم كتابه الكريم:?وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين?(3). ومن أبرز سنن الخير التي تضفي على الأمة الإسلاميّة روح الاخوة والسلام،