ويحسن في الله»(1). وهكذا فإن أمة هذه صفات أبنائها، والله الواحد الأحد محورها في كلّ شيء، هي لا شك امة التوحيد والوحدة في عقيدتها وحياتها وحركتها. ويؤكد الإمام الصادق ـ عليه السلام ـ دور التعاون على البر وأثره في بناء الأمة الصالحة وتوحدها في الله، وأنه يثمر الحب في الله، والتواصل والتراحم فيما بين أبناء الأمة، وهذا هو أعلى صور الاخوة والتوحد في الله ومن أجل الله، وذلك لتفريعه ـ عليه السلام ـ كلّ ذلك على البر في قوله: «اتقوا الله، وكونوا إخوة بررة، متحابين في الله، متواصلين، متراحمين»(2)، وجاء عنه ـ عليه السلام ـ أيضاً: «تواصلوا، وتباروا، وتراحموا، وتعاطفوا»(3)، وجاء عنه ـ عليه السلام ـ أيضاً: «تواصلوا وتباروا وتراحموا، وكونوا إخوة بررة كما أمركم الله عزّوجلّ»(4). بل إنّ رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ يرى أن بذل النفس في سبيل الله من أعلى درجات البر، وبذلك يكون التعاون على البر جهاداً يدفع عن الأمة كيد الأعداء، ويحفظ بيضة الإسلام من الخطر، وهو عمل امة متحدة على أسس الإيمان والتقوى والبذل والتضحية والصبر في البأساء والضراء وحين البأس لقوله عز من قائل في كتابه الكريم: ?ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الّذين صدقوا وأولئك هم المتقون?(5).