وليكونن أشداء لا يفرون»(1). 6 ـ التعاون على البر والتقوى: البر هو أوسع صور الإحسان وأصدقها، وما اقترانه بالتقوى في كثير من الآيات الكريمة والروايات الشريفة إلاّ دليل على أن البر يفتقر في ديمومته ونموه في الكيف والكم إلى تقوى البار لله تعالى. كما أنهما لا ينهضان ولا يظهران ـ كحالةٍ اجتماعية وسلوك عام لأبناء الأمة ـ إلاّ إذا تناجى المسلمون بهما وتعاونوا عليهما، والتعاون عليهما عمل جماعي يجب أن يمارس على صعيد الأمة لتتحقق بذلك الاخوه بأفضل صورها وأعلى رتبها، وتكون عاملاً حاسماً في رفع ودفع كلّ صور الإثم والعدوان والعصيان من واقع الأمة، وتوحيدها في المبدأ والمسار والمصير، ورص صفوفها على صراط الله المستقيم وسبيله القويم، وفي ذلك قال الله تعالى في محكم كتابه المجيد: ?يا أيها الّذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول وتناجوا بالبر والتقوى واتقوا الله الذي إليه تحشرون?(2)، وفي آية أخرى قال الله تعالى: ?... تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله أن الله شديد العقاب?(3). ويؤكد المضمون المبدئي للبر وارتباطه المعنوي بالتقوى أن علامات وصفات البار هي نفس علامات ومواصفات التقي، كما في قوله تعالى: ?... وليس البر أن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون?(4)، كما جاء في الحديث عن الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ في علامات البار قوله: «يحب في الله، ويبغض في الله، ويصاحب في الله، ويفارق في الله، ويغضب في الله، ويرضى في الله، ويعمل لله، ويطلب إليه ويخشع خائفاً مخوفاً، طاهراً مخلصاً، مستحيياً مراقباً،