منه رأي عام يملك الآفاق والنفوس، ولكونها قد تحملت مسؤولية دعوة الناس للدخول في دين الله الحق ورفع الحجب التي وضعها المستكبرون والطغاة ليحولوا بين البصائر ورؤية الحق حقاً فيتبع والباطل باطلاً فيجتنب، والصبر على ما يصيبها من كيد الأعداء وفتنتهم، فقد جاء على لسان لقمان ـ عليه السلام ـ في القرآن الكريم: ?يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إنّ ذلك من عزم الأمور?(1)، كما وأن النصر الإلهي في تحقيق هذه الأهداف أثر من آثار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على هذا الصعيد، لقول رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ: «يا أيها الناس إنّ الله يقول لكم: مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن تدعوا فلا أجيب لكم، وتسألوني فلا اعطيكم وتستنصروني فلا انصركم» (2)، كما ربط الله تعالى حرمان بركات الوحي ونزع هيبة الإسلام من الأمة بتركها للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعظيم الدنيا، فعن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ قال: «إذا عظمت امتي الدنيا نزعت منها هيبة الإسلام، وإذا تركت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حرمت بكرة الوحي»(3). وعنه ـ صلى الله عليه وآله ـ أيضاً: «لا يزال الناس بخيرما أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، وتعاونوا على البر، فإذا لم يفعلوا نزعت عنهم البركات وسلط بعضهم على بعض، وليس لهم ناصر في الأرض ولا معين»(4)، كما ربط ذهاب قوة الأمة وفقدها لعزتها بتركها للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فعن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ قال: «لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر أوليلحينكم(5) الله كما لحيت عصاي هذه»(6)، وعنه ـ صلى الله عليه وآله ـ أيضاً: «لتأمرن بالمعروف وتنهن عن المنكر أو ليبعثن الله عليكم العجم فليضر بن رقابكم