المنكر والفساد، فلا ينهونهم عن ذلك رغبة فيما كانوا ينالون منهم، ورهبة مما يحذرون والله يقول: ?فلا تخشوا الناس واخشوني?(1)، وقال: ?والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر...?(2) فبدأ الله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة منه، لعلمه بأنها إذا أديت وأقيمت استقامت الفرائض كلها هينها وصعبها، وذلك أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دعاء إلى الإسلام، مع رد المظالم، ومخالفة الظالم، وقسمة الفيء والغنائم، وأخذ الصدقات من مواضعها ووضعها في حقها’(3). بل وتفقد الأمة لطف الله سبحانه باستجابة دعائها للخلاص مما هي فيه من بلاء إن هي تركت فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولم تعد إليها، فعن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ قال: «إذا لم يأمروا بمعروف ولم ينهوا عن منكر ولم يتبعوا الأخيار من أهل بيتي، سلط الله عليهم شرارهم، فيدعو عند ذلك خيارهم فلا يستجاب لهم»(4)، وعن أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ قال: «لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر، أو ليستعملن عليكم شراركم، فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم»(5). ب ـ تقوية شوكة الأمة الإسلاميّة أمام الأمم الأخرى، وظهورها بمظهر القوة الواحدة التي ترهب أعداء الله والإسلام، ذلك أن قوة شوكتها امام الأعداء ناشئة من قوة بنائها الداخلي، وتماسكها الذاتي الذي حصنها من نفوذ قوى الكفر والجاهلية، وجعلها قوة ترهب أعداء الله ورسوله، مضافاً إلى كونها تترصد العدو، وتحذره بما تملك من الحس بالمنكر فتنكره قبل أن ينفذ إلى أوساطها والحس بالمعروف فتعلنه وتأمر به لينشأ