بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيراً لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون?(1). ثالثاً: أثر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في بناء الأمة الإسلاميّة والحفاظ على كيانها الواحد: أن للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر آثاراً عظيمة على صعيد بناء الأمة الإسلاميّة والحفاظ على وحدتها قوية شامخة، ومن أبرزها: أ ـ تحقيق الوحدة والتماسك الداخلي على أساس التقوى والعدل، وامتلاك القدرة على الحدّ من حالات الطغيان والظلم التي قد تظهر في أوساط الأمة، سواءً على صعيد أفراد أو قوى أو قيام دول وبروز حكام ينزون على السلطة فيها ويجنحون إلى الجور والفساد، وبعكسه سوف ينتشر الفساد في أوساطها، وتذهب ريحها وتتمزق أوصالها، وتتفرق شيعاً وأحزاباً يلعب بمقدراتها أهل الفجور والفساد، ويملك المستكبرون أمرها، ويسومها الطغاة الظلم والجور، ويجرعها المتجبرون الذل والهوان، وينهش أطرافها ويستحوذ على ثرواتها العتاة والشذاذ من الأمم الأخرى، فقد جاء في كتاب الله الحكيم: ?فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلاّ قليلاً ممن أنجينا منهم واتبع الّذين ظلموا ما اترفوا فيه وكانوا مجرمين?(2). وعن أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ قال: «اعتبروا أيها الناس بما وعظ الله به أولياءه من سوء ثنائه على الأحبار إذا يقول: ?لولا ينهاهم الربانيون والاحبار عن قولهم الإثم...?(3)، وقال: ?لعن الّذين كفروا من بني إسرائيل ـ إلى قوله ـ لبئس ما كانوا يفعلون?(4) وإنّما عاب الله ذلك عليهم لأنهم كانوا يرون من الظلمة الّذين بين أظهرهم