بسيرة جدّي وأبي»(1). ولولا ثورة الإمام الحسين ـ عليه السلام ـ والمواقف الجهادية المتواصلة لأئمة أهل البيت ـ عليهم السلام ـ وأتباعهم المخلصين لوجدنا أن الأمة الإسلاميّة الواحدة أمم متعددة بعدد سلاطين الجور والضلال، ولما حصل هذا الانفصال والتقابل بين الأمة المؤمنة وهؤلاء السلاطين، ولما جعل منها أمة واحدة في مواجهة ألوان الجاهلية والتجبر والطغيان رغم الحدود والموانع المختلفة بين شعوبها وأوطانها. ج ـ الدائرة الثالثة: وهي الدائرة الخارجية التي تدفع فيها الأمة الإسلاميّة عن نفسها من جهة كلّ منكر يغزوها من الأمم الضالة، وكل معروف مزور يفدها من المجتمعات الجاهلية، وذلك قول الإمام الباقر ـ عليه السلام ـ «إنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيل الأنبياء ومنهاج الصلحاء فريضة عظيمة بها تقام الفرائض، وتأمن المذاهب، وتحل المكاسب، وترد المظالم، وتعمر الأرض، وينتصف من الأعداء، ويستقيم الأمر، فأنكروا بقلوبكم، والفظوا بألسنتكم، وصكوا بها جباههم، ولا تخافوا في الله لومة لائم»(2). ومن جهة أخرى تتحمل الأمة الإسلاميّة مسؤوليتها الكبرى في دعوة الأمم والشعوب الأخرى إلى الإسلام وبيانه لهم عقيدة حق، ونظام سعادة، وحضارة كمال للإنسان على الأرض لقوله تعالى: ?وما أرسلناك إلاّ كافة للناس بشيراً ونذيراً...?(3).وقوله تعالى أيضاً: ?وما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين?(4)، ولكون الأمة الإسلاميّة تنفرد دون غيرها بأنها خير الأمم لشرف انتمائها للإسلام الذي وحدها وميزها عن الأمم الأخرى، وعظمة الرسالة التي تحملها للناس: ?كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون