غايته وقوامه في هذه الدائرة (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، فعن أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ قال: «غاية الدين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإقامة الحدود»(1)، وقال أيضاً: «قوام الشريعة الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وإقامة الحدود»(2). كما أن في الأمر بالمعروف تحقيقاً لمصلحة العامة في المجتمع الإسلامي الموحد، وذلك قول أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ: « فرض الله تعالى... الأمر بالمعروف مصلحة للعوام»(3). ب ـ الدائرة الثانية: وهي دائرة حكام الجور، التي طالما جاهدها المؤمنون المجاهدون في أغلب أدوار المسيرة الإسلاميّة عبر تاريخها الطويل. والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذه الدائرة من أفضل الجهاد لقول رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ: «ألا لا يمنعن رجلاً مهابة الناس أن يتكلم بالحق إذا علمه، ألا إنّ أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر»(4)، بل أن البر كله والجهاد في سبيل الله لا يعدل قيمة ودور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لقول أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ: «ما اعمال البر كلها، والجهاد في سبيل الله عند الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلاّ كنفثة في بحر لجي»(5)، وما نهضة الإمام الحسين ـ عليه السلام ـ وأهل بيته الكرام وثورته على يزيد المنحرف الجائر إلاّ تصديق لهذا الأمر الإلهي وصدع بكلمة الحق في وجه السلطان الجائر الذي رام حرف الدين والإجهاز على أصوله وتعطيل فروعه ومحو صورته الإلهية التي جاهد رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ وأهل بيته الطاهرون ـ عليهم السلام ـ وأصحابه الكرام رضوان الله تعالى عليهم لتثبيتها وتوحيد الأمة عليها، وهو ـ عليه السلام ـ القائل في ذلك: «وإني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدّي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير