مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور?(1). والخلافة عهد وبيعة بايعها المؤمنون ربهم الله ورسوله على حمل الأمانة الإلهية وأدائها في الأرض، وإقامة الدين وإعلاء كلمته، والتي من أهم مقوماتها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وذلك قوله تعالى: ?إنّ الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم * التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين?(2). والخلافة هنا خلافة الأمة المؤمنة الواحدة التي يسعى لتحقيقها الرسل وأتباعهم من المؤمنين الصالحين، فهي خلافة الدين ورسالته في الأرض التي وعدها الله عباده الصالحين: ?وعد الله الّذين آمنوا وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الّذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبد ونني لا يشركون بي شيئاً ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون?(3). ثانياً: دوائر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ثلاث دوائر هي: ألف ـ الدائرة الأولى: وهي دائرة الأمة داخلياً سواء كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على صعيد فردي فيها أو على صعيد جماعي، كما لو استشرت حالة المنكرات والإعراض عن المعروف بشكل اجتماعي عام، أو كانت هناك منظمات خاصة تقبع وراء انتشار المنكرات والإعراض عن المعروف بشكل مباشر أو غير مباشر، لذا جعل الإسلام