خلق الله عزّوجلّ فمن نصرهما أعزه الله ومن خذلهما خذله الله»(1). وأهلية الأمة هنا تعني توفرها على مواصفات معينة بما هي أمة، وهذه المواصفات هي: أ ـ الإيمان بالله ورسوله والتسليم والطاعة لهما: وهذه الصفة هي المنبع الأول والأساس لمعرفة كلّ معروف يراد الأمر به ومعرفة كلّ منكر يراد النهى عنه والاستقامة في أداء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتحقيق ثماره في الأمة ?ويوم نبعث في كلّ أمة شهيداً عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيداً على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء وهدى ورحمةً وبشرى للمسلمين?(2)، ولذا نجد أن الله سبحانه قد جعل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في سياق الإيمان بالله واليوم الآخر ليحق في القائمين به أنهم من الصالحين: ?ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون * يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين?(3). وفي آية أخرى جعل الله سبحانه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في سياق الإيمان بالرسول واتباعه واتباع النور الذي أنزل معه، وبذلك يصدق وصف الله لهم بالمفلحين: ?الّذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويُحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه أولئك هم المفلحون?(4). وفي ضرورة إحاطة من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بأحكام الإسلام وعلمه