لا يمنعن رجلاً مهابة الناس أن يتكلم بالحق إذا علمه، إلاّ أن افضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر»(1). وعن حفيده الإمام الصادق ـ عليه السلام ـ قال: «كان أبي يقول: قم بالحق ولا تعرض لما نابك»(2). وهكذا فلو ترقت الأمة وتسامت في رتب التواصي بالحق والتواصي بالصبر هذه تكامل بناؤها، ورصت صفوفها، واشتد عودها، ولأصبحت أمة الحق والعدل، يتوحد فيها هدفها ومسارها ومصيرها ولتسنمت بذلك رتبة الشهادة على الناس امماً وشعوباً بعد الله ورسوله، ليصدق بحقها قوله تعالى: ?وكذلك جعلناكم أمةً وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً...?(3). ولا يتم ذلك جزافاً بل لابد من الجهاد في الله حق الجهاد، والاعتصام به سبحانه في هذا السبيل لنيل هذه الرتبة السامية والشرف العظيم: ?وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيداً عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير?(4). وقد بين الله سبحانه أن كلّ ما يصيب الأمة الراشدة من قرح وفتن فهو سنة قائمة في الناس لا تختص بالمؤمنين منهم، فيجب أن لا تثنيهم عن تنكب طريق الحق والعدل والوصول إلى رتبة الشهادة الكبرى: ?إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الّذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين?(5).