الوفاة، وبما ذكر أن أباه ـ عليه السلام ـ أوصاه به: أي بني أصبر على الحق وإن كان مرّاً»(1). وعن الإمام الصادق ـ عليه السلام ـ قال «... أصبر على الحق فإنه لم يصبر أحد قط لحق إلاّ عوضه الله ما هو خير لـه»(2). د ـ ورابعة الرتب إعلان الحق والدعوة لـه: تخلقاً بأخلاق الله في ذلك حيث يقول عز من قائل في كتابه الكريم: ?... والله يقول الحق وهو يهدي السبيل?(3)، وهذه الرتبة هي أعلى الرتب وأسماها لما فيها من إقامة الحق وإرساء قواعده في الأمة وردع الباطل وأهله ومواجهة الجور وسلاطينه.. وقد تواصلت آيات القرآن الكريم يؤكد بعضها الآخر على ضرورة اضطلاع الأمة المؤمنة بمهمة بيان الحق والدعوة إليه، منها قوله تعالى: ?ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون?(4)، وقوله تعالى: ?وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون?(5)، كما أن هذه المهمة تعتبر من ممحصات الإيمان ومحكات اختباره، لا يفرق فيها من يتحملها بين أن تكون لـه وللأقربين منه أو عليه وعليهم ?يا أيها الّذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والاقربين إنّ يكن غنياً أو فقيراً فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيراً?(6)، كما لا يفرق فيها بين رضا أو غضب، فعن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ قال: «ما انفق مؤمن نفقة هي احب إلى الله عزّوجلّ من قول الحق في الرضا والغضب»(7) وعن أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ في وصيته لابنه الحسين ـ عليه السلام ـ قال: «يا بني أوصيك بتقوى الله في الغنى والفقر، وكلمة الحق في الرضا والغضب» (8).بل أن مهمة إعلان كلمة الحق والصدع بها هي من أفضل الجهاد عند الله، فعن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ قال: «الا