ألزمك»(1). وفي العمل بالحق قال ـ عليه السلام ـ: «إنّ أفضل الناس عند الله من كان العمل بالحق أحب إليه وإن نقصه وكرثه (2) من الباطل وإن جر فائدة وزاده»(3). وفي بيان الثمار الوفيرة والآثار العظيمة للتسليم للحق والعمل به يقول الإمام الصادق ـ عليه السلام ـ: «إنّ الله إذا أراد بعبد خيراً شرح صدره للإسلام، فإذا أعطاه ذلك أنطق الله لسانه بالحق فعمل به، فإذا جمع الله لـه ذلك تم لـه إسلامه...، وإذا لم يرد الله بعبد خيراً وكله إلى نفسه، وكان صدره ضيقاً حرجاً، فإن جرى على لسانه حق لم يعقد قلبه عليه، وإذا لم يعقد قلبه عليه لم يعطه الله العمل به...»(4). ج ـ وثالثة الرتب الصبر على الحق: لأن الحق ثقيل كمبدأ يحمله الإنسان المؤمن والجماعة المؤمنة، وكمنهج حياة وعمل وجهاد يتنكبه العاملون في طريق الله، ويقارعون به الجبت والطاغوت من أعداء الله والمستكبرين في الأرض، وقد نزلت في بيان شدة الحق وثقله على الإنسان آيات كريمة منها قوله تعالى: ?لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون?(5)، وتكرر هذا المعنى في أكثر من آية. وعن أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ في ذلك، وفي أن العاقبة في الصبر على الحق قال: «الحق ثقيل، وقد يخففه الله على أقوام طلبوا العاقبة، فصبروا نفوسهم، ووثقوا بصدق موعود الله لمن صبر واحتسب، فكن منهم واستغن بالله»(6)، وقال ـ عليه السلام ـ أيضاً: «لا يصبر للحق إلاّ من يعرف فضله »(7)، وعن الإمام الباقر ـ عليه السلام ـ قال: «لما حضرت أبي علي بن الحسين ـ عليه السلام ـ الوفاة ضمني إلى صدره ثم قال: ابني أوصيك بما أوصاني أبي حين حضرته