رسوله الكريم ـ صلى الله عليه وآله ـ حيث قال: ?... فأما الّذين آمنوا فيعلمون أنّه الحق من ربهم...?(1)، ورفض المنهج الأرضي الّذين يقرر معرفة الحق بالرجال، وأثبت العكس في أن معرفة الرجال تكون بالحق ليس إلاّ، فعن أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ قال: «إنّ دين الله لا يعرف بالرجال، بل بآية الحق، فاعرف الحق تعرف أهله»(2)، وقال ـ عليه السلام ـ أيضاً: «إنّ الحق والباطل لا يعرفان بأقدار الرجال، اعرف الحق تعرف أهله، واعرف الباطل تعرف أهله»(3). وقد رسم الإمام الصادق ـ عليه السلام ـ منهج معرفة الحق، وردع عن سواه فقال: «من دخل في هذا الدين بالرجال أخرجه منه الرجال كما أدخلوه فيه، ومن دخل فيه بالكتاب والسنة زالت الجبال قبل أن يزول»(4)، كما حث الإسلام على طلب الحق مهما كانت الموانع والعقبات حيث لا يكون من أهل الحق إلاّ من وجده وسلم لـه وعمل به، فعن أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ قال: «خض الغمرات ؟ إلى الحق حيث كان»(5)، وقال ـ عليه السلام ـ في ضرورة لزوم الحق عند معرفته ليكون من أهله: «الزم الحق ينزلك منازل أهل الحق يوم لا يقضى إلاّ بالحق»(6). ب ـ وثانية هذه الرتب التسليم للحق والعمل به: وهو أول مصاديق معرفة الحق وآثاره الحقة، وقد تألق أمير المؤمنين في وصف هذه الرتبة، فقال ببلاغته الفريدة وفصاحته السديدة: «ألا وإن الحق مطايا ذلل، ركبها أهلها وأعطوا أزمتها، فسارت بهم الهوينا حتّى أتت ظلاً ظليلاً»(7)، وعن الإمام الصادق ـ عليه السلام ـ قال: «العز أن تذل للحق إذا