المسلمون أخوة تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم، هم يد على من سواهم»(1). وبذلك تحكم أركان الولاية والتناصر في الأمة الإسلاميّة، معبرة عن أفضل وأهم عوامل قيام الوحدة الاجتماعية والسياسية بين أبنائها، على أسس عقائدية وطريقة عملية تكاملية، تجسد مبدأ التوحيد في منهجيته لتوحيد الأمة وجوداً وحركةً وهدفاً، ليصدق فيها قول الله عزّوجلّ في كتابه الكريم: ?كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله...?(2). 4 ـ التواصي بالحق والتواصي بالصبر: لاشك أن عظمة وقيمة هذا المبدأ في تكوين عصبة الإيمان، وتقوية شوكة المسلمين ورص صفوفهم، وخلق المنعة والاقتدار في كيانهم هي العلة في أن يقسم الله لأجله في قرآنه الكريم، وينص فيه على أن النجاة من الخسران المبين، والفوز بمراتب التسليم لـه سبحانه رهين بالتزامهم به محتوى ومنهجاً في حياتهم الاجتماعية والسياسية، حيث يقول عز من قائل: ?والعصر* إنّ الإنسان لفي خسر* إلاّ الّذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتوصوا بالصبر?(3). أن التواصي بالحق والتواصي بالصبر على حمله والعمل به يوجب تحقق رتب للمؤمن تترتب علاقته بالحق على ضوئها كالآتي: أ ـ أولى هذه الرتب هي معرفة الحق: وقد حدد الإسلام طريقة معرفته، وحصرها بما جاء به الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ من عند الله قرآناً، إرشاداً، وسنة للعقول، وتشريعاً للحياة، حيث خاطب الله رسوله ـ صلى الله عليه وآله ـ في محكم كتابه الكريم قائلاً: ?إنا أرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً...? (4)، وجعل معيار الإيمان وميزانه معرفة الحق من الله عزّوجلّ عن طريق