البيت»(1). ويؤكد حفيده الإمام الصادق ـ عليه السلام ـ ذلك بقوله: «من لم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم»(2). ثم يسلط الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ الضوء على حالة الاهتمام بأمور المؤمنين، ويصفها بأنها حالة تواد وتراحم، ويعلل ذلك بأن المؤمنين هم كالجسد في ترابطه وإحساسه الواحد، فيقول: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى بعضه تداعى سائره بالسهر والحمى»(3). ويقول الإمام الصادق ـ عليه السلام ـ في ذلك أيضاً: «المؤمن أخو المؤمن كالجسد الواحد، أن اشتكى شيئاً منه وجد ألم ذلك في سائر جسده...»(4). ويقول ـ عليه السلام ـ أيضاً: «إنّما المؤمنون إخوة بنو أب وأم، وإذا ضرب على الرجل منهم عرق سهر لـه الآخرون»(5). إذن فوحدة الشأن الإسلامي أصل وحقيقة مبدئية مقومة للوحدة والأخوة بين المسلمين، وأساس بناء في قيام الأمة الإسلاميّة الواحدة. 3 ـ الولاية والتناصر بين المسلمين: إنّ أول ما أسسه الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ بأمر الله سبحانه في بناء كيان الأمة الإسلاميّة، وعمل على تجسيده واقعاً محسوساً هو مبدأ الولاية والتناصر بين المسلمين، الذي عبر عنه القرآن الكريم أروع تعبير حين قال: ?والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله