وهكذا لو تتبعنا باقي الشعائر الإسلاميّة لوجدناها طافحة بدلالات التوحيد العقائدي والوحدة الاجتماعية والسياسية بين المسلمين، مفعمة بروح التواصل والتناصر والتآخي في الله فيما بينهم. 2 ـ وحدة الشأن الإسلامي: وفي هذا الجانب تظهر أبرز صور التكافل وأقوى الأواصر الاخوية بين أبناء الأمة الإسلاميّة، وتنشأ منه حالة اجتماعية فريدة ومعبرة عن شوكة المسلمين ومنعتهم، مما يؤهلهم لتمثل الوحدة السياسية فيما يتعلق بكيانهم الإسلامي الواحد، ومجمل حركته العامة، وهو يخوض صراع إثبات الوجود وأصالة البقاء عقائدياً وحضارياً. ونظرة فاحصة إلى ما ورد في القرآن الكريم والسنة الشريفة نجدها قد جاءت نصاً جلياً في بيان هذا الأصل الإسلامي الشامخ، منها الآية الكريمة التي تحكي قوة الارتباط بين المؤمنين، تعبر عنها بالولاية، حيث تقول: ?... المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إنّ الله عزيز حكيم?(1). ويحدثنا الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ عن وحدة الشأن والأمر الإسلامي فيما بين المؤمنين، وضرورة اهتمام بعضهم بقضايا وأمور بعضهم الآخر، تحقيقاً لوحدة الشأن الإسلامي فيقول: «من أصبح لا يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم»(2)، ويضيف ـ صلى الله عليه وآله ـ أيضاً مؤكداً، أن كلّ ذلك مرتبط بالله، رافض للذل، محقق للعزة، مصدق قوله تعالى: ?... ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين...? (3) فيقول ـ صلى الله عليه وآله ـ: «من أصبح من أمتي وهمته غير الله فليس من الله، ومن لم يهتم بأمور المؤمنين فليس منهم، ومن أقر بالذل طائعاً فليس منا أهل