وعنه ـ عليه السلام ـ أيضاً: «الله الله في الصلاة ! فإنها عمود دينكم»(1) ولكون إقامتها إقامة للملّة، بل هي الملّة كما ورد عن أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ حيث قال: «عباد الله ! إنّ أفضل ما توسّل به المتوسّلون إلى الله جلَّ ذكره الإيمان بالله وبرسُلهِ وما جاءَت به من عندِ اللهِ وإقامة الصلاة، فإنها الملّة»(2)، وهل أدلُّ من ذلك في شأنية الصلاة على وحدة المسلمين في الدين والملّة ؟ خصوصاً إذا توّج أداؤها جماعة، ففي ذلك إظهار للحجة، وإعلان للتوحيد في العبادة، وبناء لأمة الإسلام الواحدة. فعن صلاة الجماعة قال الإمام الرضا ـ عليه السلام ـ: «إنّما جعلت الجماعة لئلا يكون الإخلاص والتوحيد والإسلام والعبادة لله إلاّ ظاهراً مكشوفاً مشهوراً، لأنَّ في إظهاره حجّة على أهل الشرق والغرب لله وحده، وليكون المنافق والمستخفّ مؤدياً لما أقرَّ به، يظهر الإسلام والمراقبة، وليكون شهادات الناس بالإسلام بعضهم لبعض جائزة ممكنة، مع ما فيه من المساعدة على البرِّ والتقوى، والزجر عن كثير من معاصي الله عزّوجلّ»(3). والحج هو الآخر شعار من شعائر الله الكبرى التي تعبر وبشكل عظيم عن وحدة المسلمين وتواصلهم وتعارفهم وتناصرهم من خلال الاجتماع الهائل للحجاج المسلمين في مكّة المكرّمة على اختلاف قومياتهم وأوطانهم واجتهاداتهم الإسلاميّة، ومن خلال أدائهم الواحد وتناسقهم الفريد في أعمال الحج وشعائره الموحّدة. وجَعْلُ الشارع الحج فريضة واجبة على المستطيع يبرز أهميته وأثره في تحقيق أهداف الإسلام السياسية والاجتماعية الكبرى، تصديقاً للآية الكريمة: ?... ولله على الناس حجُّ البيتِ من استطاعَ إليهِ سبيلاً...? (4). وهي بعد ذلك نداء وأذان للناس المسلمين للاجتماع: ?وأذّن في الناس