وقت صلاة الظهر كان في مسجد بني سالم قد صلى من الظهر ركعين، فنزل جبرئيل ـ عليه السلام ـ فأخذ بعضديه وحوّله إلى الكعبة، وأنزل عليه: ?قد نرى تقلّب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام...?(1) وكان صلى ركعتين إلى بيت المقدس وركعتين إلى الكعبة، فقالت اليهود والسفهاء: ?... ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها?(2)»(3). وبذلك تميز المسلمون عن اليهود وكانت الكعبة قبلتهم دون سواهم، وحدوا الله باستقبالهم في صلاتهم وشعائرهم المتعلقة بها، فعن الإمام الباقر ـ عليه السلام ـ قال: «إذا استقبل المصلّي القبلة استقبل الرحمن بوجهه لا إله غيره»(4)، فكانت بحق إحدى عوامل شعورهم بالأمة الواحدة في مبدئها ومسارها وغايتها، وكذلك الأمر في الصلاة فهي مبدأ بناء أمة التوحيد والعدل، وذلك مفاد قوله تعالى على لسان نبيه إبراهيم ـ عليه السلام ـ: ?رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء?(5). وشان الصلاة توحيد المسلمين، لكونها رأس الإسلام بعد الإقرار بالدين، فعن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ قال: «ليكن همّك الصلاة، فإنّها رأس الإسلام بعد الإقرار بالدين»(6). ولكونها أيضاً وجه الدين، فعن الإمام الصادق ـ عليه السلام ـ قال: «لكل شيء وجه، ووجه دينكم الصلاة»(7). وكونها خير العمل وعمود الدين، فعن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ: «الصلاة عمود الدين»(8). وعن أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ قال: «أوصيكم بالصلاة وحفظها، فإنها خير العمل، وهي عمود دينكم»(9).