لـه لحافظون?(1) وأنه قائم لا يبلى، وحق لا اختلاف ولا تخلف فيه، وهو مفاد قول الإمام الرضا ـ عليه السلام ـ «لا يخلق من الأزمنة، ولا يغث على الألسنة، لأنه لم يجعل لزمان دون زمان، بل جعل دليل البرهان، وحجة على كلّ إنسان، لا يأتيه البالط من بين يديه، ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد»(2). 3 ـ كونه المحجة البيضاء التي لا طريق للباطل والفرقة والفتن بين المسلمين معها، لو يتلونه حق تلاوته ويتبعونه حق اتباعه، وذلك مفاد قوله عز من قائل في كتابه الكريم ?الّذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون?(3). وهو بعد ذلك مقوم مبدئي للأخوة الإسلاميّة التي نادى بها رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ. فعن أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ قال: «أوه على إخواني الّذين تلوا القرآن فأحكموهُ، وتدبروا الفرض فأقاموه، أحيوا السنة وأماتوا البدعة، دعوا للجهاد فأجابوا، ووثقوا بالقائد فاتبعوه»(4). وعن أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ قال: «أتاني جبرئيل فقال: يا محمّد سيكون في أمتك فتنة، قلت: فما المخرج منها ؟ فقال: كتاب الله..» (5). 4 ـ كما أن في القرآن الكريم حل مشاكل المسلمين وحكم ما بينهم، ونظم أمرهم، وبذلك يحكم بناء الأمة الواحدة ويشتد عودها وتقوى شوكتها. فعن أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ أنّه قال: «في القرآن نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم»(6).