أ ـ الكتاب الإلهي الواحد «القرآن الكريم»: باعتباره الكتاب الذي جاء به الرسول الأكرم ـ صلى الله عليه وآله ـ من عند الله تعالى، وقام بتبليغه للناس، وعمل على تثبيت مكانته المقدسة ووحدته في عقيدة المسلمين، وحفظه لهم بإذن الله، ودعاهم إلى أن يكون الدستور الأبدي لهم، ومن أبرز مداليل أن القرآن الكريم، باعتباره الكتاب الإلهي الاوحد للمسلمين، أساس أخلاقية الوحدة والاخوة بين المسلمين هي: 1 ـ كونه امام الأمة الصامت، ورحمة الله الواسعة، الذي يتوحد المسلمون تحت لوائه وذلك مدلول قوله تعالى: ?ومن قبله كتاب موسى إماماً ورحمةً وهذا كتاب مصدق لساناً عربياً لينذر الّذين ظلموا وبشرى للمحسنين?(1)، وقوله تعالى: ?أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماماً ورحمةً أولئك يؤمنون به ومن يكفر به من الاحزاب فالنار موعده فلاتك في مرية منه إنه الحق من ربك ولكن أكثر الناس لا يؤمنون?(2). وهو حبل الله المتين في توحيد المبدأ وعروته الوثقى في وحدة الدين وطريقته المثلى في صراطه المستقيم، ففي الحديث عن أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ «عليكم بكتاب الله، فإنه الحبل المتين والنور المبين، والشفاء النافع... من قال به صدق، ومن عمل به سبق»(3). وذكر الإمام الرضا ـ عليه السلام ـ يوماً القرآن، فقال: «هو حبل الله المتين، وعروته الوثقى وطريقته المثلى، المؤدي إلى الجنة، والمنجي من النار»(4). 2 ـ كونه يمتاز في هذا السبيل، سبيل الحجة التامة للواحد الأحد في المعبود، والتوحيد والوحدة الإسلاميّة في الدين، أنّه محفوظ لا ينحرف ?إنا نحن نزلنا الذكر وإنا