حضارة وازدهار، وتقدم ورقي يواكب الحياة الحضارية التي تتمشى مع وسائل الحياة ومتعها ورفاهيتها، وما دروا أن في ذلك هدماً لمقومات حياتهم ووأداً لمقدراتهم وعظيم نشاطهم، ومحواً لأخلاق أسرهم وأولادهم، وضياعاً لعزيز أوقاتهم، وعلينا نحن معاشر المسلمين أن نعيد النظر وان نجيل الفكر في كلّ ما يرد إلينا من الخارج مما يراد به صرفنا عن جادة الطريق السوي الموصل إلى خيري الدنيا والآخرة والله هو ولينا وناصرنا نعم المولى ونعم النصير. الفصل الثاني ـ أخلاق غير المسلمين في حالة الحرب: لأول وهلة يرى الإنسان المتبصر والمتأمل في أخلاق غير المسلمين في ظروف الحرب والأعداد لـه يرى بكل وضوح أن الأخلاق العدائية هي الصفة المميزة لذلك النوع من أصناف البشر، فهذا العتاد من أسلحة الدمار، وهذه التحوطات التي نراها متمثلة في السيطرة والتعالي على شعوب العالم، وهذه المناورات التي تجري هنا وهناك، وهذا التحوز على مقدرات الأمم والشعوب، وهذه الأموال الطائلة، والثروة الهائلة التي تنفق في إنتاج الأسلحة الفتاكة التي تقضي على أبناء البشر ولا تبقي ولا تذر، بل وتقضي على كلّ كائن حي وعلى الأخضر واليابس. وهذا كله إنّما يدل على أن أخلاق غير المسلمين تحمل في معناها ومغزاها كلّ ناحية شريرة لا تريد لغيرها أن تسعد أو تستقر تنعم بعيش كريم، فهذه المخترعات ووسائل الدمار إنّما أنتجتها عقول وقلوب قاسية تحمل ألواناً وصنوفاً من الحقد الدفين لغيرهم ممن هم ليسوا على شاكلتهم طغياناً وحسداً من عند أنفسهم وما كان لهذه الوسائل المدمرة التي صنعتها يد العدوان أن تصنع لتراق بها الدماء وتهدر بها أرواح النساء والأطفال والعجزة والعزل من الرجال، وما كان لتنفق الأموال الطائلة في اختراعها وانتاجها، ولو جعل ما ينفق على ذلك من أموال لتخفيف ويلات الحياة، وشظف العيش