الحقائق الأخلاقية التي تجافي العقل والطبع وتأباها الفطرة القويمة، والذوق السليم، ويتجلى ذلك في هذه الحرية المطلقة التي لا تقيدها ضوابط، وهذه الإباحية والانحلال في كثير من مظاهر الحياة من حانات للخمور، وموائد للعب الميسر، وتهتك وتعري، وسفور وفجور. حتّى وصل الأمر إلى درجة أن قوانين بعض الدول أباحت الحرية للفرد وللجماعة بلا استثناء ولا حدود. كما أن التعامل بالربا بكل أنواعه يعتبر أساساً للاقتصاد وقاسماً مشتركاً بين الجماعة والأفراد. وأما ظاهرة أخلاق المجتمع غير المسلم من ناحية العلاقات الجنسية واتخاذ الأخلاء والخليلات وارتكاب الموبقات والمهلكات فحدث عنها وسجل على صفحات أوراقك ما يجود به قلمك. وأما الحظر المفروض في قوانينهم من تعدد الزوجات هو الآخر يعد طامة كبرى أدت إلى انتشار كثير من الأوبئة والأمراض التي استعصى على الطب علاجها مع تقدم كشوفه وتطور وسائله، وأدنى تأمل في سلوك وأخلاق المنتجين لبعض هذه الآلات والأجهزة التي تنقل الأصوات والصور المرئية، وأقل نظرة في صفحات بعض المجلات والروايات المثيرة لغريزة الجنس، والأفلام القذرة وما فيها من رقص وقبل وصور خليعة ما جنة، كلّ ذلك يدلنا بوضوح على مدى ما وصلت إليه هذه المجتمعات غير المسلمة إلى مستوى هابط وترد بعيد. ولعل الغرض الأكيد والطمع الشديد لهؤلاء أن تنتقل هذه الحضارة الزائفة المتحررة من كلّ قيد إلى من سواهم من المجتمعات المسلمة ليصابوا بهذا المرض الوبيل والداء العياء الذي يفقد العقل إنتاجه وتفوقه في فنون الحياة، ولعل غير المسلمين نجحوا في نقل عدواهم هذه إلى كثير من دول العالم المسلم وغير المسلم بتصدير هذه المهلكات والسموم القاتلات فتأثروا بذلك ورأوا أن مثل هذه البهارج التي ترد إليهم إنّما هي