وجلب ما يسعدها في جميع المرافق التي تعز أفرادها وتلم أشتاتها، وتملي علينا أيضاً أخلاقنا الاجتماعية وعقيدتنا الدينية الاهتمام بأمور المسلمين في كلّ صوب وحدب في الحرب والسلم، في الشدّة والرخاء، والامتحانات والبلاء «من أصبح لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم». ونحن الآن في وضعنا كمسلمين نرى ما يتنافى مع الأخلاق التي شرعها لنا الدين وأرادها لنا رب العالمين ـ يظهر ذلك ويتضح من غض الطرف عن الاهتمام الواجب نحو اخوة الإسلام ـ وغض الطرف من شعوب بأكملها حكاماً ومحكومين لهم من الظروف المتاحة والفرص المهيأة ما يمكنهم به أن يحركوا ما سكن بنفوسهم وان يحيوا هذه الأخلاق الاجتماعية الرائدة في قلوبهم بحيث تكون عاملاً لهم لتخفيف ويلات الحياة التي يعيشها غيرهم من إخوانهم الّذين عضتهم أنياب العوز والحاجة وألهبت ظهورهم قسوة الحياة، وتكالب عليهم الأعداء من كلّ صوب وحدب بغير رحمة ولا هوادة. ونحن نرجو من أبناء الأمة الإسلاميّة أن يناشدوا ضمائرهم، وان يحكموا عقولهم ويتناسوا عواطفهم وما وقر في صدورهم لسبب أو لآخر، فأخلاقنا الدينية الاجتماعية والتأسي بسلوك أسلافنا وديننا الحنيف يناشدنا أن نكون كما أرادنا ربنا أخوة متحابين متعاونين متناصرين متكافلين مهتمين بشؤون المسلمين في كلّ وقت وجهة، وفي كلّ بلد وقطر من أهل عقيدتنا الدينية وعلى الله قصد السبيل. الباب الثالث ـ أخلاق المجتمعات غير المسلمة: ويحتوي أيضاً على فصلين. الفصل الأول ـ أخلاقهم في حالة السلم: أقول: إنّ نظرة واحدة إلى أخلاق غير المسلمين في ظروف السلم تظهر لنا هذه