ذلك البيت الشعري: الحر من يرعى وداد لحظه وينتمي لمن أفاد لفظه ومن خلق الأمة ماله في هذا المجال الأخلاقي أمثلة لا يستطيع قلم كاتب أن يحصيها عدّاً أو أن يبلغ بها حدّاً، ولكن ما لا يدرك كلّه لا يترك جلّه وحسبنا من القلادة ما أحاط بالعنق. الفصل الثاني ـ الأخلاق الاجتماعية: وتنضوي تحتها هذه العناصر من الأخلاق: التعاون ـ المواساة ـ التكافل ـ الاهتمام بأمور المسلمين. مما سقناه وضربناه مثلاً لامتنا سلفها وخلفها يتوجب علينا أن نقف عنده مليّاً وان نستوضحه جليّاً لنستشعر بذلك هذه الأخلاق العالية، والقيم السامية التي كانت سمة مميزة لهذا الرعيل من أجيال مجتمعنا المسلم، لنتزود منها بخير زاد في دنيانا التي نعيشها وليوم الميعاد، ولنستعين بها في مسارنا إلى طريق الهدى والصلاح، والفوز والنجاح. وانه ليتحتم علينا أن نتّخذ أخلاقنا الاجتماعية سبيلاً إلى التعاون بيننا في جميع شؤوننا وكل مظاهر حياتنا فيعين قوينا ضعيفنا، ويساعد غنينا فقيرنا، ويتفقد صحيحنا مريضنا، ويعلّم عالمنا جاهلنا ونحن مطالبون بمد يد التعاون فيما بيننا بأمر الله عز وجل حيث يقول الله تبارك وتعالى: ?... وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان...?(1) ويقول الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ: «والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه» كما أنّه يجب علينا مواساة بعضنا عند نزول الكوارث والمحن، وحلول النوائب والفتن فلا نقف من أبناء جلدتنا وعقيدتنا مكتوفي الأيدي. ومما عليه الأخلاق الحميدة التكافل بيننا في مهام الحياة كلّها بجمع شمل الأمة