وناهيك ماجاء في مدحهم في كتابه الكريم حيث يقول الله جل من قائل: ?محمّد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل كزرعٍ أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الّذين آمنوا منهم وعملوا الصالحات مغفرة وأجراً عظيماً?(1). وأما أخلاق سلفنا الصالح من الاُمة من حيث الشجاعة والاقدام، ومن حيث الأريحية والسخاء، ومن حيث الجود والعطاء، والصفح والتسامح، والحلم والتواضع فهناك نماذج لا يتسع المجال لذكرها: فهذا الإمام أبو حنيفة يكون لـه جار يهودي اسكافي يصنع الأحذية ويعاقر الخمر طوال ليله فيتعمد هذا اليهودي فتح مجرى داره ليصب القذر على دار أبي حنيفة ويظل عامّة ليله يحتسى الخمر وينشد قائلاً: أضاعوني وأي فتىً أضاعوا ليوم كريهة وسداد ثغر وصبر عند معترك المنايا وقد نشبت أسنتها بنحر فانقطع صوته يوماً فلم يسمعه أبو حنيفة فسأل عنه فقيل لـه: قبض عليه الشرطي وسجن لخروجه يشتري معدله من السمك والشراب فذهب أبو حنيفة إلى صاحب السجن ليسأله عنه، فأطلق سراحه بقدوم أبي حنيفة، وأطلق سراح من قبض عليه في تلك الليلة إكراماً لأبي حنيفة، فيأخذ أبو حنيفة بيد اليهودي ويقول لـه هل أضعناك؟ هل أضعناك؟ فكان ذلك سبباً لإسلام اليهودي ودخوله في دين الله. وهذا الامام الشافعي في تواضعه وهو الامام الشريف يقول لتلاميذه وقد تحلقوا حوله: ذلكم الرجل أستاذي ويشير إلى شخص به رثاثة حال فيقول لـه تلاميذه في دهشة: فكيف؟ ماذا عملك؟ فيرد عليهم علّمني علامة بلوغ الكلب شنق رجله، وفي