نفسه فمن ترك مالاً فلأهله، ومن ترك ديناً أو ضياعاً فعلي وإلي» وقد قال عنه ربه: ?النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه امهاتهم...? (1) كما مدحه الشاعر ليبين سماحة نفسه ـ صلى الله عليه وآله ـ بقوله: ما قال لا قط إلاّ في تشهده لولا التشهد كانت لاءه نعم وأما خلق الشجاعة فيه، وخلق التسامح والصفح والتواضع والعطف فحدث عنه ـ صلى الله عليه وآله ـ ولا حرج، قال مادحه: فانسب إلى ذاته ما شئت من شرف وانسب إلى قدره ما شئت من عظم فشجاعته ـ صلى الله عليه وآله ـ يوم بدر وحنين كانت مضرب الأمثال وقدوة الأبطال من الرجال، فقد بدل الموقف من فر إلى كر، ومن شتات إلى ثبات، ومن هزيمة إلى نصر، وهكذا ديدن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ في جميع ميادينه وحروبه ومغازيه، وأما تسامحه وصفحه ـ صلى الله عليه وآله ـ فيتجلى لنا بكل وضوح في يوم فتح مكة مع قومه الّذين أخرجوه من بلده ومسقط رأسه طريداً وحيداً وقد أظفره الله بهم يوم الفتح، ومكنه من رقابهم، والقبض على أيديهم، والاستيلاء عليهم فما كان من أمره إلاّ أن قال لهم كلمته الشهيرة التي يرددها الزمان لتسمعها كلّ أذن: «وما تظنون أني فاعل بكم ؟ قالوا: خيراً أخ كريم وابن اخ كريم، فقال: أقول لكم ما قال أخي يوسف لأخوته: ?... لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم...? (2) اذهبوا فأنتم الطلقاء». ولنذكر موقف حلمه ـ صلى الله عليه وآله ـ مع الأعرابي الذي جاء فوجده مضطجعاً تحت ظل شجر وقد علق سيفه عليها فأخذ هذا الأعرابي السيف وقال للرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ: من يمنعك مني اليوم ؟ فقال الرسول المعصوم: الله، فسقط السيف من يد الأعرابي، فأخذه رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ ثم قال للأعرابي: من يمنعك مني اليوم ؟ فناشده بحق القرابة والرحم أن يتركه