لماذا يسمح للإعلام الغربي المعادي للإسلام بالدخول إلى كلّ بيت ومكتب ومدرسة من بلادنا الإسلاميّة، ولا يسمح للأعلام الإسلامي أن يأخذ مكانه ؟ إنه الواقع الأليم الذي نعيشه في العديد من البلاد. مطلق الاتحاد أو الاتحاد في دائرة الحق: لاشك أن الاتحاد عامل قوة، وكل مسلم في أعماقه رغبة شديدة وشوق كبير لرؤية الإسلام يشمخ علواً، وترف رايته على كلّ رابية، كلّ مسلم يحب أن يرى العالم الإسلامي قوياً عزيزاً منيعاً. والإسلام عندما يدعو للالتزام بالجماعة وإصلاح ذات البين وينهى عن الفرقة والتشتت يري بذلك التمحور حول الدين وحول الحق الذي جاء به الدين، و إلاّ فإن الاتفاق على كلمة الكفر والالتزام بالجماعة وان كانت على باطل مما لا يمكن أن يدعو إليه الدين ولا يحبه الله. وقد ورد عن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ أنّه قال: «جماعة أمتي أهل الحق وأن قلوا»(1). وعنه ـ صلى الله عليه وآله ـ أيضاً: «إنّ القليل من المؤمنين كثير»(2). وورد عن أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ قوله: «الجماعة أهل الحق وأن كانوا قليلاً والفرقة أهل الباطل وان كانوا كثيراً»(3). فالكثرة بما هي كثرة ليست غاية في نظر الإسلام وإنّما المطلوب هو التزام سبيل الله والاجتماع على هذا السبيل والاتفاق عليه، لا مجرد الاتفاق والاجتماع كيفما كان وكيفما اتفق، وعلى هذا الأساس يمكن أن نفهم مراد الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ من الجماعة في