الذي وضعه أعداؤنا بين أتباع الفرق والمذاهب المختلفة، وهذا الأمر لـه أهمية كبرى للوصول إلى الصورة الحقيقية والرؤية الصحيحة بعضنا لبعض. فإن البعد والجفاء يترك أسوأ الأثر على النفوس ويزرع الضغائن والأحقاد، ومن ثم يمهد الطريق لمثيري الفتن والنزاعات. فنحن ندعو المجاميع العلمية والحوزات والمعاهد عند المذاهب الإسلاميّة كافة أن تنفتح على بعضها، وتضع حداً لهذا الانغلاق على النفس، نحن ندعو علماء المذاهب والفرق الإسلاميّة لزيارة حوزاتنا العلمية ومعاهدنا وحضور الندوات والمباحثات العلمية، لا نقصد الزيارات الرسمية والدبلماسية، وإنّما نعني الزيارات الاستطلاعية العلمية المفتوحة من حيث الزمان، وبالمقابل نأمل أن يقوم علماء ومفكرو الشيعة بزيارات مماثلة باتجاه المذاهب الأخرى. الجامعات والمؤسسات العلمية بإمكانها أيضاً أن تؤدي دوراً فعالاً في هذا المجال وذلك بافتتاح أقسام خاصة لدراسة المذاهب الإسلاميّة شرط أن يعهد إلى أساتذة كفوئين من كلّ مذهب إسلامي لتدريس مذهبهم. لماذا يضع كلّ فريق سداً فولاذياً أمام النتاجات الفكرية للفريق الآخر، ولا تدرس إلاّ بخلفية البحث عن العيوب والثغرات، إذا كنا نريد الحفاظ على نقاوة الفكر وصفائه فلابد من إطلاق عنانه واعطائه حريته. لا يفوتنا أن نسجل أسفنا لما يعانيه الكتاب الشيعي في العديد من البلاد الإسلاميّة من حصار وحظر. فإن بعضهم يضع الكتاب الشيعي في لائحة الكتب الممنوعة، ويتعامل معه أسوأ مما يتعامل مع كتب الكفر والضلال. لماذا يمنع الملايين من المسلمين المثقفين من الاطلاع على واقع المذاهب الأخرى بينما يباح لهم قراءة المطبوعات المشحونة بالكفر والانحراف والفساد الأخلاقي؟