ومن ثم يفترض أن ينطلق العلاج على أساس القضاء على العوامل وصيانة الأدوات عن الأعداء وعدم السماح لهم باستغلالها. خطوات عملية في طريق الوحدة: من خلال الاستعراض المتقدم يمكن أن نخلص إلى وضع برنامج توحيدي يتمثل بخطوات: أولاً: ليس من الضروري أبداً تركيز الجهود التقريبية على أساس تقريب وجهات النظر، وتعليق كلّ الآمال على النجاح في هذا الجانب، وأن كان تقريب وجهات النظر والتقليل من الخلافات الفكرية في نفسه مطلوباً. ثانياً: الإسلام واحد والحقيقة واحدة، والاختلافات ناتجة من اختلاف النظر وطريقة الفهم، فهي وليدة قصور الفكر البشري، وأثر الحوار الفكري في الأجواء الطبيعية كبير جداً في تكامل ذلك الفكر واقترابه من الحقيقة، فالمفترض أن يحرص الجميع على توفير الأجواء الملائمة والظروف الصحية للحوارات الفكرية وتشجيعها ورعايتها. ثالثاً: الخطوات العملية على طريق وحدة المسلمين لا تنتظر نتائج الحوارات الفكرية ولا تتوقف عليها، بل تنطلق على قاعدة المشتركات التي وحدنا الإسلام على أساسها، وهي شهادة أن لا إله إلاّ الله وأن محمداً رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ. فمن قالها حقن دمه وعصم ماله، وصار لـه ما للمسلمين وعليه ما على المسلمين، وهذه أهم قاعدة توحيدية. رابعاً: قراءة كلّ فريق لغيره من الفرق لابد أن تكون بعين الباحث عن الحقيقة والواقع، لا بعين الباحث عن العيوب والثغرات، وتقصي العثرات، فإن الكثير من الأقلام التي تصدت لدراسة الفرق والمذاهب، لم تتجرد عن عصبياتها وعدائها المسبق للفرق