وتطويرها، فتخلق الأرضية المناسبة لاستغلالها من قبل أعداء الإسلام، وهذه الظروف كما يلي: 1 ـ التأثر بالأجواء الاجتماعية الموروثة أو الدخيلة على المجتمع الإسلامي والتي تطبع الفكر بطابع خاص وتجعله أسيراً لنهج فكري معين يقوده إلى الوقوع في انحرافات أو سلوك اتجاه قد لا يصيب الحقيقة. 2 ـ التأثر بذوي النفوذ السياسي أو المكانة الاجتماعية الذي يجر عادة إلى اتباع منهجهم الفكري والابتعاد عن المناهج الأخرى، ومن ثم يتحول ذلك إلى مذهب خاص لـه مؤيدوه والمدافعون عنه. 3 ـ الميول والمصالح السياسية والاقتصادية التي لها تأثيرها الكبير في تبني نوع خاص من الرؤية بما يتناسب مع تلك الميول، وقد تدفع أحياناً إلى تشجيع الوضاعين والدساسين الّذين يتاجرون بالدين لمآرب شخصية، فيقومون بوضع الحديث، أو اختلاف تفسير وتأويل خاص يخدم تلك المصالح، فيؤدي إلى اختلاط الحق على الناس، وينشأ عنه تعدد في النظرات والآراء وربما أدى إلى ولادة فرقة أو مذهب. 4 ـ من أسباب تعميق الخلاف، الحركات السرية للمنافقين واليهود الّذين يهدفون إلى زعزعة أركان الدين الإسلامي وتشويه حقائقه، وذلك عبر أساليب كثيرة، كإثارة الشبهات والتشكيكات، وإدخال بعض الأفكار الغريبة بطريق وآخر، وربما مارسوا عملية الوضع أيضاً بالاتجاه الذي يخدم أهواءهم. وهذا النمط من العوامل أوجد هذه الكمية من الإسرائيليات التي ابتلي بها الحديث عندنا. 5 ـ والأهم من كلّ هذه الأمور، الدور الذي يلعبه أعداء الإسلام، باستغلال هذه العوامل والاستفادة منها في إثارة النزاعات وبذر الشقاق، وبث العداوات، وقد شهد القرن الأخير تصعيداً في هذا النشاط وحقق المستعمرون أغراضهم ومآربهم، عندما