به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون?(1). وكذلك هنا لا يخرج عن دائرة الحوار الفكري ومخاطبة العقول والاحتجاج بالمسلمات عندهم واقامة الدليل والبرهان، إلاّ إذا أعرضوا عن هذا الأسلوب وأخذتهم العصبية ولجوا في العناد، وهو مع ذلك يتدرج معهم في المقارعة والنزاع: ?فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين?(2). فإذا تجاوزوا ذلك ـ وقد تجاوزوه بالفعل، وأخذوا يتآمرون على الإسلام والمسلمين ـ كان لابد من الانتقال إلى ساحة الصراع العسكري واستعمال القوة. النوع الثاني: الخلاف الفكري بين المسلمين أنفسهم. هناك أصول مشتركة بين جميع المسلمين وهي الإيمان بالله وتوحيده وبنبوة الرسول محمّد ـ صلى الله عليه وآله ـ وبالقرآن الكريم كتاب الله المنزل وبالمعاد يوم القيامة. ولا يشك أحد من المسلمين بأن القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة هما المصدران الرئيسان لمعرفة أحكام الشريعة والمعارف الإسلاميّة، ومع ذلك فهناك الكثير من الخلافات ترجع كلها إلى كيفية فهم الكتاب والسنة أحياناً، والى الطرق التي تثبت بها السنة النبوية الشريفة أحياناً أخرى. فهي خلافات لا تمس الأصول الأساسية للشريعة وإنّما هي خلافات فكرية داخل إطار تلك الأصول تمليها طبيعة تعدد الأنظار والآراء وتفاوت درجات الإدراك والفهم. وهو من ثم أمر لابد منه في الجملة. ومن المسلم أن هناك: بعض الظروف التي قد تلعب دوراً في تعميق هذه الخلافات