كما أن الدراسات الأخلاقية تتكفل بمعالجة هذا الجانب، ووظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حقيقتها تشكل حالة من التكافل الاجتماعي للوقاية من تلك الأمراض، ونظام الحدود والتعزيرات أيضاً شرع لذلك الغرض. العوامل الخارجية: ونقصد بها العوامل الدخيلة على المجتمع الإسلامي، والتي تستهدف تجزئته وتحطيم الأواصر، وبث الفرقة، وإثارة النزاعات والحروب لا ضعاف هذا المجتمع والسيطرة عليه، أو تشويه الإسلام والحيلولة دون انتشاره واتساع رقعته. وقد يستفيد المخططون لهذه الأهداف من القسم الأول من العوامل ويعملون على تنميتها واستغلالها كأدواتٍ فعالة لخدمة مآربهم، ونحن إنما فصلناها لأنها في نفسها تشكل أحياناً عوامل مستقلة وأن كانت أيضاً بالنسبة للقسم الثاني تشكل أرضية ملائمة لها وأدوات فعالة لخدمتها. وبالطبع فإن أعداء الإسلام الّذين يتربصون بنا الدوائر قد يستفيدون من الكثير من نقاط الضعف وينفذون إلى مخططاتهم من خلال العديد من الثغرات، ويستخدمون من الأدوات ما يتيسر لهم، وقد تختلف هذه الأدوات من زمان إلى زمان ومن مكان إلى آخر، وقد تصبغ الأدوات أحياناً بصبغة دينية، وأخرى بصبغة اقتصادية، وربما استخدمت وسائل محلية تخفى على الكثيرين ولا يدرك حقيقتها إلاّ ذوو البصائر. وأشد الأدوات فتكاً تلك التي تعمل بوحي الأعداء دون أن تدري، بل ربما تصورت نفسها تخدم الدين وتحرص على مصالح المسلمين. دور الخلافات الفكرية والمذهبية: هناك رؤية مفادها أن الخلافات الفكرية والمذهبية على مستوى المعتقد وعلى مستوى المنهج الفقهي والأصولي تشكل عاملاً أساسياً من عوامل التشتت والافتراق،