الإسلاميّة وسعوا جهدهم لردم الهوة المصطنعة وتضميد الجراح هؤلاء انطلقوا في جهودهم تلك على أساس من الإحساس بالمسؤولية والشعور بالتكليف الشرعي والحرص على وحدة الصف. وكل سعي في هذا المجال إذا أريد لـه النجاح فلابد أن يقوم أولاً على دراسة وافية لعوامل التفرقة التي أدت بالمسلمين إلى ماهم عليه ، وبعد ذلك التخطيط لازالة تلك العوامل وتحصين المجتمع الإسلامي ضدها، واستبدال دواعي الاتحاد والالفة بها، ويمكن تقسم تلك العوامل إلى قسمين: القسم الأول: عوالم داخلية. والقسم الثاني: عوامل خارجية. العوامل الداخلية: فتتمثل في النوازع البشرية المختلفة من قبيل حب الرئاسة والتسلط وحب الذات ولو على حساب حقوق الآخرين مما يدفع إلى الظلم والجور، والإقبال على الدنيا بما يتجاوز الحدود الطبيعية، وهذه الأمور هي الأساس الذي يتولد عنه النزاع والضغائن والأحقاد، وربما جرت إلى التعدي والطغيان وسفك الدماء وسحق الحريات، وما إلى ذلك من التجاوزات التي تفتت المجتمع وتشتت الأمة، كما أن الجهل يشكل عاملاً مهماً في بث الفرقة. وهذا النوع من العوامل لا يخلو منه مجتمع بشري منذ بداية الخليفة وحتى الآن، ولعل من أهم أهداف الدين الإسلامي بل الأديان السماوية كافة معالجة هذه النزعات البشرية والقضاء عليها وذلك من خلال البرامج التربوية والقوانين الشرعية. ونظام العبادات في الإسلام يهدف إلى هذه النقطة عندما يربي الإنسان على العبودية لله والطاعة المطلقة ويحرره من قيود الشهوات الحيوانية والنوازع النفسانية